تُعد أعراض ثنائي القطب عند الرجال من الأعراض التي قد تُغير مجرى الحياة اليومية، حيث يُعاني المصاب من تقلبات حادة في المزاج، تتراوح بين فترات من النشاط الزائد (الهوس) وأخرى من الحزن الشديد (الاكتئاب). تختلف حدة هذه الأعراض من شخص لآخر، لكن ما يُميز الرجال هو أن الأعراض قد تظهر لديهم بشكل أكثر عدوانية أو خطورة من النساء، وقد تكون مصحوبة بسلوكيات متهورة أو انفعالية.
في هذا المقال نناقش تفاصيل أعراض ثنائي القطب عند الرجال، وكيف تؤثر على علاقاتهم الشخصية، وأدائهم في العمل، وصحتهم النفسية بشكل عام.
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
يُعرف اضطراب ثنائي القطب، والذي كان يُطلق عليه سابقًا اسم “الاكتئاب الهوسي”، بأنه حالة نفسية تؤثر على المزاج والطاقة ومستوى النشاط والتركيز، وكذلك على القدرة على أداء الأنشطة اليومية المعتادة.
توجد ثلاثة أنواع رئيسية من اضطراب ثنائي القطب، وتتشابه جميعها في وجود تقلبات حادة في المزاج والطاقة والنشاط. تشمل هذه التقلبات نوبات من الهوس، تتمثل في زيادة النشاط أو الابتهاج أو التهيج، ونوبات أخرى من الاكتئاب، تتسم بانخفاض شديد في المزاج، كالحزن أو اللامبالاة أو اليأس. وعندما تكون نوبات الهوس أخف حدة، تُعرف باسم “الهوس الخفيف”.
أعراض ثنائي القطب عند الرجال قد تظهر من خلال هذه التغيرات المزاجية، وتختلف في شدتها من شخص لآخر.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
رغم عدم تحديد سبب دقيق لاضطراب ثنائي القطب حتى الآن، إلا أن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تساهم في ظهوره، إضافة إلى بعض المحفزات التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
- العوامل الوراثية
تلعب الجينات دورًا كبيرًا في الإصابة باضطراب ثنائي القطب، حيث تزيد احتمالية الإصابة في حال كان هناك فرد من العائلة، مثل الأب أو الشقيق، مصابًا بالمرض. وقد أظهرت الدراسات على التوائم أن إصابة أحدهما تزيد بشكل كبير من خطر إصابة الآخر، خاصة في التوائم المتطابقة.
- العوامل البيولوجية
تشير الدراسات إلى أن بعض التغيرات في بنية المخ ووظائفه قد تكون مرتبطة بالاضطراب، مثل تلف خلايا الحُصين أو خلل في النواقل العصبية (مثل السيروتونين والدوبامين). كما أن مشاكل الميتوكوندريا قد تؤثر على إنتاج الطاقة في الخلايا العصبية وتؤدي إلى تغيرات في المزاج والسلوك. هذه العوامل البيولوجية يمكن أن تؤدي إلى أعراض اضطراب ثنائي القطب المتمثلة في التذبذب الكبير بين نوبات الاكتئاب والهوس.
- العوامل البيئية
تشمل الضغوط النفسية، اضطراب النوم، الحزن الشديد، والتغيرات الهرمونية. هذه العوامل قد تؤدي إلى تحفيز نوبات الاكتئاب أو الهوس، وقد تختلف محفزات الهوس عن الاكتئاب، مثل حضور الحفلات أو تعاطي بعض المواد. بالنسبة لـ أعراض ثنائي القطب عند الرجال، يمكن أن تكون أكثر شدة أو تظهر في سلوكيات اندفاعية أو عدوانية، مما يجعلها تختلف عن الأعراض المعتادة، وفي بعض الحالات قد يتأخر الرجال في طلب العلاج.
بالتالي، إذا تم التعرف على هذه العوامل وتحديد الأسباب، يمكن أن يساعد العلاج المبكر في تقليل حدة أعراض ثنائي القطب عند النساء والرجال
أعراض ثنائي القطب عند الرجال
تشبه أعراض ثنائي القطب عند الرجال إلى حد كبير تلك التي تظهر عند النساء، لكن قد يختلف بعضها من شخص لآخر. وفقًا للمصادر الطبية الموثوقة، إليك أبرز أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الرجال التي قد يعاني منها المصابون بهذا الاضطراب:
الاكتئاب
- الحزن المستمر أو الشعور بالعجز.
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة في السابق.
- الشعور بالتعب الشديد.
- اضطرابات النوم (كالأرق أو النوم المفرط).
- صعوبة التركيز.
الهوس
- النشاط الزائد والطاقة المفرطة.
- الشعور بالإحساس بالعظمة أو التفاخر.
- اتخاذ قرارات متهورة أو خطيرة (مثل الإنفاق المفرط أو تصرفات غير مسؤولة).
- القلق المفرط.
- سرعة الكلام أو التفكير.
- نقص الحاجة إلى النوم
التهيج والعنف
قد يظهر التهيج بشكل أكبر في فترات الهوس، حيث يكون الرجال أكثر عرضة للانفعالات الشديدة والغضب.
تقلبات المزاج السريعة
يمكن أن يعاني الرجال المصابون بأعراض ثنائي القطب عند الرجال من تقلبات مفاجئة بين فترات الاكتئاب والهوس، مما يؤدي إلى تغيرات مفاجئة في المزاج والأداء.
مشكلة في العلاقات الشخصية
قد يتسبب الاضطراب في صعوبة التواصل مع الآخرين، مما يؤدي إلى التوتر في العلاقات الأسرية أو المهنية.
علاج اضطراب ثنائي القطب عند الرجال
يهدف علاج اضطراب ثنائي القطب إلى السيطرة على نوبات الهوس والاكتئاب وتحقيق استقرار المزاج على المدى الطويل. ويعتمد العلاج على مزيج من الأدوية والدعم النفسي وتغيير نمط الحياة.
- العلاج الدوائي (Medication Therapy)
الأدوية تعتبر أساس العلاج وتُستخدم للتحكم في الأعراض المزاجية.
- مثبتات المزاج (Mood Stabilizers)
تُستخدم للوقاية من نوبات الهوس والاكتئاب
- مضادات الذهان غير التقليدية (Atypical Antipsychotics)
فعالة في علاج الهوس الحاد وأحيانًا تُستخدم أيضًا في الاكتئاب.
- مضادات الاكتئاب (Antidepressants)
تُستخدم بحذر شديد، وغالبًا تُدمج مع مثبتات المزاج لتجنب حدوث نوبات هوس.
- أدوية مهدئة (مثل البنزوديازيبينات)
تُستخدم لفترات قصيرة لعلاج القلق أو اضطرابات النوم المصاحبة للنوبات.
- العلاج النفسي
مهم جداً لدعم المريض نفسياً ومساعدته على التعامل مع الضغوط ويشمل:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يُساعد في تعديل الأفكار السلبية والتعامل مع التوتر.
- العلاج الأسري (Family Therapy)
يهدف لتحسين التفاهم والدعم داخل الأسرة.
- العلاج السلوكي الاجتماعي وتنظيم الإيقاع اليومي (IPSRT)
يُركّز على تثبيت روتين النوم والأكل والنشاطات اليومية
- تعديل نمط الحياة والدعم اليومي
نمط الحياة المنتظم يعزز من فعالية العلاج الدوائي والنفسي ويشمل:
- الانتظام في تناول الأدوية بانتظام.
- الحفاظ على نظام نوم ثابت.
- تجنّب الكحول والمخدرات.
- المتابعة المستمرة مع الطبيب النفسي.
- المشاركة في مجموعات الدعم.
اقرأ المزيد عن: نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب
أشهر الأسئلة
هل تختلف أعراض ثنائي القطب بين الرجال والنساء؟
نعم، على الرغم من التشابه العام في طبيعة النوبات، فإن أعراض ثنائي القطب عند الرجال غالبًا ما تكون أكثر عنفًا وحدة، وقد تظهر بصورة مفاجئة أو تترافق مع رفض الاعتراف بوجود مشكلة نفسية. كما أن الرجال يميلون إلى اللجوء للكحول أو المواد المخدرة كوسيلة للهروب من الألم النفسي.
كيف أعرف اني مصاب باضطراب ثنائي القطب؟
قد تسأل نفسك: كيف أعرف اني مصاب باضطراب ثنائي القطب؟ الإجابة تكمن في مراقبة أعراضك. إذا لاحظت تقلبات شديدة في المزاج، ووجود نوبات من النشاط الزائد تليها فترات من الاكتئاب، مع تغير واضح في سلوكك اليومي، فربما حان الوقت لاستشارة طبيب نفسي.
من هو أفضل دكتور لعلاج اضطراب ثنائي القطب في مصر؟
يُعتبر الدكتور عبد الأعلى الفقي من أفضل المتخصصين في هذا المجال، فهو أفضل دكتور لعلاج اضطراب ثنائي القطب في مصر بخبرة تزيد عن 15 عامًا في الطب النفسي. يقدم خدماته في مركز PsyCare ويتميز بخطة علاجية متكاملة تشمل العلاج النفسي والدوائي والمتابعة الدورية.
في الختام
إن فهم أعراض ثنائي القطب عند الرجال هو الخطوة الأولى للعلاج. لا تتردد في طلب المساعدة الطبية، فالعلاج المبكر والدعم النفسي يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياتك. ولا تنسَ أن تسأل نفسك دائمًا: كيف أعرف أني مصاب باضطراب ثنائي القطب؟ لأن الوعي هو بداية الطريق نحو الشفاء.
المصادر: