ما هي اضطرابات النوم؟ اضطرابات النوم، أو Sleep Disorders، هي حالات تؤثر على جودة وكمية وتوقيت النوم خلال الليل. من بين أكثر اضطرابات النوم شيوعًا: الأرق، ومتلازمة تململ الساقين، وانقطاع النفس أثناء النوم. يمكن أن تؤثر أمراض النوم على صحتك الجسدية والنفسية، لكن هناك علاجات متاحة لمساعدتك في الحصول على الراحة التي تحتاجها.
أسباب اضطرابات النوم
يحدث اضطراب النوم نتيجة لاضطراب في دورة النوم واليقظة اليومية للجسم. هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى حدوث هذه الاضطرابات، ويختلف السبب حسب نوع اضطراب النوم. من بين أسباب اضطرابات النوم:
- قد تكون أحد أعراض حالة طبية مثل أمراض القلب أو الربو أو الألم أو اضطرابات الأعصاب.
- قد تكون ناتجة عن حالة نفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق.
- العوامل الوراثية (طفرة جينية).
- آثار جانبية لبعض الأدوية.
- العمل في نوبة ليلية.
- استخدام المواد مثل الكافيين أو الكحول قبل النوم.
أنواع اضطرابات النوم
هناك أكثر من 80 نوعًا مختلفًا من اضطرابات النوم، ومن أكثرها شيوعًا:
- الأرق المزمن: صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا معظم الليالي لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب أو التهيج.
- انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم: يتسبب في الشخير وتوقف التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم، مما يسبب اضطراب النوم وجودته.
- متلازمة تململ الساقين: الشعور برغبة قوية في تحريك الساقين أثناء الراحة، مما يؤدي إلى اضطراب النوم وعدم الراحة أثناء الليل.
- النوم القهري (ناركوليبسي): أحد أمراض النوم النفسية، حيث يواجه الشخص صعوبة في التحكم في مواعيد النوم أو مدة اليقظة، مما يؤثر على الحياة اليومية.
- اضطراب النوم بسبب نوبات العمل: يؤدي تغيير جدول العمل إلى صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا، مع الشعور بالنعاس في أوقات غير مناسبة.
- متلازمة تأخر مرحلة النوم: يحدث هذا النوع من اضطراب النوم عندما ينام الشخص بعد ساعتين على الأقل من الوقت المرغوب فيه، مما يجعل الاستيقاظ مبكرًا للمدرسة أو العمل أمرًا صعبًا.
- اضطراب سلوك نوم حركة العين السريعة (REM): يعد من أمراض النوم النفسية، حيث يقوم الشخص بحركات جسدية أو تصرفات تعكس الأحلام أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة.
ما هي أعراض اضطرابات النوم؟
تختلف أعراض اضطرابات النوم الشائعة حسب النوع، ولكنها قد تشمل:
- صعوبة في النوم أو الحاجة إلى أكثر من 30 دقيقة للاستغراق في النوم بانتظام.
- الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل مع صعوبة العودة إلى النوم.
- الشخير أو الشعور بالاختناق أو اللهاث أثناء النوم.
- الشعور بالحاجة إلى الحركة عند الاسترخاء، مع زوال هذا الشعور عند التحرك.
- الشعور بعدم القدرة على الحركة عند الاستيقاظ.
خلال النهار، قد تعاني من أعراض إضافية ناتجة عن قلة النوم الكافي، مثل:
- النعاس أثناء النهار، أو أخذ قيلولات متكررة، أو النوم أثناء أداء المهام اليومية.
- تغيرات سلوكية مثل صعوبة التركيز أو الانتباه.
- من أعراض اضطراب النوم أيضاً تغيرات مزاجية مثل التهيج أو صعوبة التحكم في المشاعر.
- صعوبة في الالتزام بالمواعيد النهائية أو تلبية توقعات الأداء في الدراسة أو العمل.
- زيادة احتمالية الحوادث أو السقوط المتكرر.
إذا كنت تشعر بعدم القدرة على الحصول على نوم جيد أو تعاني من أعراض اضطراب النوم التي قد تؤثر على أنشطتك اليومية، فمن الأفضل استشارة الطبيب.
ما هي عوامل الخطر المرتبطة باضطرابات النوم؟
قد تكون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم إذا كنت:
- تعاني من حالة صحية معينة.
- تتعرض للضغط النفسي.
- تعمل في نوبات ليلية.
- لديك تاريخ عائلي لاضطرابات النوم.
تشير الأبحاث إلى أن النساء هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم مقارنة بالرجال. بالإضافة إلى ذلك، يعاني حوالي نصف البالغين الذين تجاوزوا سن الـ 65 من نوع من اضطرابات النوم.
كيف يتم تشخيص اضطرابات النوم؟
يقوم الطبيب بتشخيص اضطراب النوم بعد إجراء فحص بدني لمراجعة أعراضك وإجراء بعض الاختبارات. يمكن للاختبارات، مثل اختبارات الدم أو الفحوصات التصويرية، أن تساعد الطبيب في معرفة المزيد عن سبب أعراضك، مما يسهم في تحديد سبب اضطراب النوم، سواء كان ذلك مرتبطًا بأمراض النوم النفسية أو لأسباب أخرى.
قد يُطلب منك الاحتفاظ بمفكرة نوم، وهي سجل عادات نومك. ستقوم بتدوين مواعيد ذهابك إلى السرير، ومواعيد نومك، ومواعيد استيقاظك كل يوم. كما ينبغي عليك تدوين أي قيلولة تقوم بها خلال النهار وكيف تشعر قبل وبعد النوم، حيث إن هذه المعلومات قد تساعد في تحديد سبب اضطراب النوم وتقييم وجود أمراض النوم النفسية في بعض الحالات.
ومن المفيد الاحتفاظ بقلم وورقة بالقرب من سريرك حتى لا تنسى كتابة هذه التفاصيل. قد يكون من الصعب معرفة الوقت الدقيق الذي تغفو فيه، لذا يُستحسن تقدير ذلك الوقت. يمكنك اختيار ارتداء ساعة ذكية يسجل دورات الراحة والنشاط، مما يمكنه التأكيد على الوقت الذي نمت فيه واستيقظت.
قد يوصي الطبيب بزيارة أخصائي نوم لإجراء دراسة نوم (تخطيط النوم المتعدد). تُعد دراسة النوم اختبارًا لاضطرابات النوم يقوم بنقل وتسجيل الأنشطة الخاصة بالجسم والدماغ إلكترونيًا أثناء نومك، حيث يقوم الطبيب بتحليل بيانات الدراسة لتحديد ما إذا كنت تعاني من اضطراب نوم أم لا.
كيف يتم علاج اضطرابات النوم؟
هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة لأنواع مختلفة من اضطرابات النوم، والتي قد تشمل:
- تغيير روتين النوم لتعزيز تنظيم مواعيد النوم وتحسين العادات الصحية للنوم.
- الخضوع للعلاج المعرفي السلوكي.
- تناول الأدوية (مثل الحبوب المنومة أو المنشطات) أو المكملات (مثل الميلاتونين).
- تعديل الأدوية أو الجرعات التي تسبب النعاس المفرط (لا توقف تناول أي دواء إلا إذا وافق الطبيب على ذلك).
- استخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP) أو زرع جهاز تحفيز عصبي للتحكم في انقطاع التنفس أثناء النوم.
- استخدام العلاج بالضوء سيقوم الطبيب بوصفه بناءً على حالتك الصحية.
مضاعفات اضطرابات النوم
يرتبط إهمال علاج اضطرابات النوم بزيادة خطر التعرض لمضاعفات خطيرة، حيث يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى ارتفاع احتمال الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري. كما أن لها تأثيرًا على الصحة العقلية، إذ قد يساهم الأرق المستمر في زيادة احتمالية الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
بالإضافة إلى ذلك، تؤثر اضطرابات النوم على جودة الحياة، حيث قد يتسبب النعاس المفرط أثناء النهار في ضعف التركيز والانتباه، مما يؤثر على السلامة أثناء القيادة، ويزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء في العمل، ويؤثر سلبًا على القدرة على التحصيل الدراسي.
في الختام، تُعَدُّ اضطرابات النوم من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر سلبًا على جودة الحياة والصحة العامة. تتعدد أنواع اضطرابات النوم كما ذكرنا، وكل منها يحمل تأثيرات مختلفة على الجسم والعقل. قد تؤدي هذه الاضطرابات إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكري، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على الصحة النفسية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب. لذا، من الضروري التشخيص المبكر واتباع الخطط العلاجية المناسبة التي تهدف إلى تحسين جودة النوم وتعزيز الصحة العامة.
المصادر