اضطراب الهلع هو حالة نفسية شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم، حيث يعاني المصابون به من نوبات مفاجئة وقوية من القلق الشديد والخوف، قد تكون شديدة لدرجة أن الشخص يعتقد أنه في خطر حقيقي أو حتى يواجه حالة طبية طارئة. هذه النوبات، التي غالبًا ما تحدث دون سابق إنذار، قد تكون محبطة ومرهقة، وتؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية. على الرغم من أن اضطراب الهلع قابل للعلاج، إلا أن العديد من الأشخاص الذين يعانون منه يشعرون بالعزلة أو القلق بشأن أعراضهم.
ما هو اضطراب الهلع؟
اضطراب الهلع هو نوع من اضطراب القلق الذي يتميز بنوبات هلع غير متوقعة. تعد السمة الرئيسية لاضطراب الهلع هي أن النوبات تحدث عادة دون سابق إنذار وليست بسبب حالة صحية عقلية أو بدنية أخرى. في كثير من الأحيان لا يوجد محفز محدد لهذه النوبات.
يعرف اضطراب الهلع بالانجليزي باسم Panic Disorder. وليس كل من يعاني من نوبة الهلع يصاب باضطراب الهلع.
ما هي نوبات الهلع؟
هي نوبات مفاجئة من الخوف الشديد أو الرعب الذي يزداد بسرعة في فترة قصيرة، وردود فعل جسدية قوية استجابة للمواقف العادية غير مهددة للحياة.
عندما تصاب بنوبة الهلع، قد تتعرق كثيرًا وتواجه صعوبة في التنفس وتشعر وكأن قلبك يتسارع.
تعد نوبات الهلع هي السمة الرئيسية لاضطراب الهلع. ولكنها يمكن أن تحدث جنبًا إلى جنب مع حالات أخرى، مثل اضطرابات القلق واضطرابات المزاج، والرهاب، وغيره من الحالات.
لا تعد نوبات الهلع في حد ذاتها خطرة أو ضارة بصحتك، إلا أن النوبات المتكررة يمكن أن تؤثر على حياتك وتسبب الكثير من المشاكل.
ما هي أعراض نوبات الهلع؟
تحدث نوبة الهلع فجأة، وقد تسبب أعراضًا جسدية ونفسية. تصل الأعراض إلى ذروتها خلال 10 دقائق من بدايتها ثم تختفي بعد فترة وجيزة.
تشمل الأعراض الجسدية لنوبة الهلع ما يلي:
- ألم في الصدر.
- ضربات قلب سريعة.
- صعوبة في التنفس.
- ارتجاف أو رعشة في الجسم.
- غثيان.
- التعرق.
- وخز أو تنميل في أصابع يديك أو أصابع قدميك.
تشمل الأعراض النفسية لنوبة الهلع ما يلي:
- الرعب الشديد.
- إحساس بالاختناق.
- الخوف من فقدان السيطرة.
- شعور بالخوف من الموت.
- شعور بالانفصال عن الذات أو الواقع.
عادة، ما تستمر نوبات الهلع من 5 إلى 20 دقيقة. لكن الأعراض قد تستمر لفترة أطول لمدة تصل إلى ساعة في بعض الحالات.
ما هي أسباب نوبات الهلع؟
لا يعرف سبب اضطراب الهلع أو نوباته، لكن قد تلعب بعض العوامل دورًا في الإصابة به، مثل:
- العوامل الوراثية.
- الإجهاد الكبير.
- شخصية حساسية بشكل كبير للتوتر أو عرضة للمشاعر السلبية.
- تغييرات في كيفية عمل بعض أجزاء الدماغ.
- ضغوط الحياة الكبيرة، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة أو مرض خطير.
- حدث مؤلم، مثل الاعتداء الجنسي أو حادث خطير.
- تغييرات كبيرة في حياتك، مثل الطلاق.
- التدخين أو الإفراط في تناول الكافيين.
- تاريخ من الاعتداء الجسدي أو الجنسي في مرحلة الطفولة.
قد تحدث نوبات الهلع فجأة ودون سابق إنذار في البداية، لكنها تصبح عادةً مرتبطة بمواقف معينة مع مرور الوقت.
ما هي طرق علاج نوبات الهلع؟
يمكن علاج نوبات الهلع واضطراب الهلع من خلال العلاج النفسي والأدوية أو مزيج من الاثنين معًا. تعتمد المدة التي تحتاج فيها إلى العلاج على شدة الحالة ومدى استجابتك للعلاج.
تشمل طرق العلاج ما يلي:
العلاج النفسي
يتضمن العلاج مجموعة متنوعة من تقنيات العلاج التي تهدف إلى مساعدة الشخص على تحديد وتغيير المشاعر والأفكار والسلوكيات غير الصحية.
تشمل طرق العلاج النفسي التي يمكن أن تساعد في علاج اضطراب الهلع ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يساعدك الطبيب في تحديد سبب نوبات الهلع حتى تتمكن من تغيير تفكيرك وسلوكياتك وردود أفعالك. عندما تبدأ في الاستجابة بشكل مختلف للمحفزات، قد تقل الهجمات وتتوقف في النهاية.
- العلاج بالتعرض
يتضمن تعريضك بشكل تدريجي ومتكرر — في خيالك و/أو في الواقع — لأي شيء يثير نوبة الهلع. وبمرور الوقت، تتعلم كيف تصبح مرتاحًا للموقف بدلاً من أن يسبب لك القلق والذعر. ستتعلم تقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس؛ لإدارة قلقك.
الأدوية
تشمل الأدوية التي يمكن أن تساعد في علاج اضطراب الهلع ما يلي:
مضادات الاكتئاب
يمكن لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب أن تجعل نوبات الهلع أقل حدة. ومن أمثلة مضادات الاكتئاب المستخدمة لعلاج نوبات الهلع ما يلي:
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل فلوكستين وباروكستين.
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs)، مثل الدولوكستين والفينلافاكسين.
الأدوية المضادة للقلق
غالبًا، ما يصف الطبيب البنزوديازيبينات؛ لعلاج نوبات الهلع والوقاية منها. فهي تساعد في علاج القلق، لكنها تستخدم بحذر؛ لتجنب الإدمان. ومن أمثلة هذه الأدوية:
- ألبرازولام
- لورازيبام
تعديلات نمط الحياة
قد يساعد إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة في تقليل خطر الإصابة بنوبات الهلع بجانب العلاج النفسي والأدوية. تشمل هذه التعديلات ما يلي:
- تجنب الكافيين والتدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لمساعدتك على إدارة التوتر وتخفيف القلق، وتحسين الحالة المزاجية.
- تناول نظام غذائي صحي.
- إدارة التوتر بطرق صحية.
اضطراب الهلع قد يبدو مرهقًا ومخيفًا، لكنه قابل للعلاج والسيطرة. من خلال الدعم المناسب والعلاج الفعّال، يمكنك استعادة حياتك اليومية والعيش بثقة وهدوء. لا تتردد في طلب المساعدة من متخصص في الصحة النفسية لتكون هذه الخطوة بداية طريقك نحو حياة أكثر استقرارًا وراحة نفسية.
المصادر