ما هو اضطراب ثنائي القطب؟ مرض ثنائي القطب هو أحد أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وتأثيرًا على حياة الأفراد الذين يعانون منه. يتميز هذا المرض بتقلبات مزاجية حادة تتراوح بين نوبات من الهوس المفعم بالطاقة والفرح المفرط، إلى فترات من الاكتئاب العميق الذي قد يصاحبه إحساس بالعجز واليأس. على الرغم من كونه حالة مزمنة، إلا أن فهم أسبابه وأعراضه، وطرق علاجه يمكّن المرضى من العيش حياة مستقرة.
ما هو مرض ثنائي القطب؟
هو اضطراب نفسي يسبب تغيرات شديدة في مزاج الشخص وطاقته ومستويات نشاطه وتركيزه، وسلوكه. يمكن أن تستمر هذه التحولات لساعات أو أيام أو أسابيع أو أشهر. كما أنها تعطل قدرتك على تنفيذ المهام اليومية. و يعرف ثنائي القطب بالانجليزي باسم Bipolar Disorder.
ما هي أنواع اضطراب ثنائي القطب؟
هناك أربعة أنواع من الاضطراب ثنائي القطب، وهي:
اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول
يتميز بنوبات هوس تستمر لمدة 7 أيام على الأقل. وقد تكون نوبة الهوس شديدة لدرجة أن الشخص يحتاج إلى رعاية طبية فورية.
عادة، تحدث نوبات الاكتئاب أيضًا، وعادةً ما تستمر لمدة أسبوعين على الأقل. لكن نوبة الاكتئاب ليست ضرورية لتشخيص المرض.
يمكن أيضًا أن يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من حالات مختلطة (نوبات من أعراض الهوس والاكتئاب).
اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني
يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من نوبات متكررة من الاكتئاب الشديد مع نوبات هوس خفيف. لكنهم لا يواجهون أبدًا نوبة هوس كاملة من سمات الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول.
في حين أن الهوس الخفيف أقل ضررًا من الهوس، إلا أن الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني غالبًا ما يكون أكثر شدة من الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول بسبب؛ لأن الاكتئاب المزمن أكثر شيوعًا في الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.
اضطراب دوروية المزاج
يتميز بتقلبات مزاجية متكررة من الهوس الخفيف والاكتئاب الخفيف لفترة طويلة التي قد تستمر لعامين أو أكثر.
قد يمر الأشخاص المصابون باضطراب المزاج الدوري بفترات قصيرة من المزاج الطبيعي (euthymia)، لكن هذه الفترات تستمر أقل من ثمانية أسابيع.
ثنائي القطب المحدد والغير محدد
إذا كان الشخص يعاني من أعراض اضطراب ثنائي القطب التي لا تتوافق مع الثلاثة أنواع الأخرى. فإنه يُصنف تحت اضطرابًا ثنائي القطب محددًا أو غير محدد.
ما هي أعراض الاضطراب ثنائي القطب؟
تنقسم أعراض ثنائي القطب إلى أعراض نوبات الهوس وأعراض نوبات الاكتئاب، مع اختلاف حدة الأعراض حسب نوع المرض.
أعراض نوبات الهوس
تتميز نوبات الهوس بمزاج مرتفع بشكل غير طبيعي وطاقة زائدة، وتشمل أعراض الهوس ما يلي:
- الإفراط في السعادة والأمل والإثارة.
- تغيرات مفاجئة وحادة في المزاج، كالتحول من الفرح إلى الغضب والعدائية.
- الأرق.
- الكلام السريع وتسارع الأفكار.
- زيادة الطاقة وقلة الحاجة للنوم.
- الاندفاع واتخاذ قرارات متحورة.
- وضع خطط كبيرة وبعيدة المنال.
- الشعور بأنك مهم أو موهوب أو قوي بشكل غير عادي.
- الذهان، التعرض للهلوسة والأوهام (في أشد نوبات الهوس).
إذا كان الشخص يعاني من نوبة هوس شديدة، خاصة إذا كان يعاني من الهلوسة والأوهام، فقد يحتاج إلى دخول المستشفى؛ لحماية نفسه والآخرين من الأذى المحتمل.
أعراض الهوس الخفيف
تتشابه أعراض الهوس الخفيف مع أعراض نوبة الهوس، لكنها أقل حدة.
قد لا تؤثر هذه الأعراض بشكل كبير على الأداء اليومي. لكن الأشخاص المتواجدون حول المريض، قد يلاحظون تقلبات المزاج و تغيرات في مستوى النشاط.
أعراض اكتئاب ثنائي القطب
تعد أعراض نوبات الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب هي نفس أعراض الاكتئاب الشديد. وهي تشمل:
- الشعور بالحزن العميق أو فقدان الأمل.
- انخفاض الطاقة والتعب.
- عدم وجود الدافع.
- مشاعر اليأس أو عدم القيمة.
- فقدان الاستمتاع بالأشياء التي كانت ممتعة بالنسبة لك ذات يوم.
- صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
- البكاء الذي لا يمكن السيطرة عليه.
- اضطرابات النوم (الأرق أو النوم الزائد).
- تغير في الشهية، مما يسبب فقدان أو زيادة الوزن.
- أفكار الموت أو الانتحار.
أعراض النوبة المختلطة
تشمل أعراض النوبة المختلطة أعراض الهوس والاكتئاب معًا. خلال النوبة المختلطة، يكون هناك مشاعر وأفكار سلبية التي تصاحب الاكتئاب. ولكنك تشعر أيضًا بالإثارة والقلق والطاقة العالية.
ما هي أسباب الاضطراب ثنائي القطب؟
على الرغم أن أسباب مرض ثنائي القطب غير معروفة، إلا أن بعض العوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة به.
تشمل هذه العوامل ما يلي:
- تغيرات في الدماغ: وجد الباحثون اختلافات طفيفة في متوسط حجم أو تنشيط بعض هياكل الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب. ومع ذلك، لا يمكن لفحص الدماغ تشخيص الحالة.
- العوامل الوراثية: يعد الاضطراب ثنائي القطب أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى، مثل الأخ أو أحد الوالدين، مصابًا بهذه الحالة. ويحاول الباحثون العثور على الجينات التي قد تسبب الاضطراب ثنائي القطب.
ما هو علاج مرض ثنائي القطب؟
يهدف علاج اضطراب ثنائي القطب إلى السيطرة على الأعراض، تقليل نوبات الهوس والاكتئاب، وتحقيق استقرار المزاج على المدى الطويل.
وقد تشمل طرق العلاج ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يساعدك الطبيب على إلقاء نظرة فاحصة على أفكارك وعواطفك. وفهم كيف تؤثر أفكارك على أفعالك. من خلال العلاج السلوكي المعرفي، يمكنك التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية وتعلم كيفية تبني أنماط وعادات تفكير أكثر صحة.
الأدوية
يمكن لبعض الأدوية أن تساعد في إدارة أعراض الاضطراب ثنائي القطب.
تشمل أدوية علاج ثنائي القطب التي قد يصفها الطبيب ما يلي:
- مثبتات المزاج
تستخدم هذه الأدوية لإدارة نوبات الهوس أو الهوس الخفيف. ومن أمثلة هذه الأدوية: الليثيوم و حمض فالبرويك و كاربامازيبين، لاموتريجين.
- مضادات الذهان
غالبًا، ما يصف الطبيب هذه الأدوية مع مثبتات المزاج للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب. حيث تساعد هذه الأدوية في علاج نوبات الهوس والاكتئاب.
ومن أمثلة أدوية مضادات الذهان المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)؛ للمساعدة في علاج الاكتئاب ثنائي القطب، كويتيابين أولانزابين و ريسبيريدون، و أريبيبرازول.
- مضادات الاكتئاب
يصف الطبيب أحيانًا أدوية مضادة للاكتئاب؛ لعلاج نوبات الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب، حيث يجمعون بين مضادات الاكتئاب ومثبت المزاج لمنع إثارة نوبة الهوس.
لا تُستخدم مضادات الاكتئاب مطلقًا باعتبارها الدواء الوحيد لعلاج الاضطراب ثنائي القطب؛ لأن تناول دواء مضاد للاكتئاب فقط هو الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث نوبة هوس.
العلاج بالصدمات الكهربائية
إذا لم يستجيب المريض للعلاجات التقليدية، فقد يلجأ الطبيب إلى استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) خاصة في حالات الاكتئاب الحاد أو عندما يكون المريض في خطر كبير.
يتضمن هذا العلاج تمرير تيار كهربائي لفترة قصيرة إلى الدماغ عبر فروة الرأس. مما يؤدي إلى تحفيز نوبة كهربائية مؤقتة. ويعد هذا العلاج آمنًا وفعالًا للغاية في علاج الاكتئاب المقاوم للأدوية أو الهوس الحاد الذي يهدد الحياة. إنه أفضل علاج للهوس لدى النساء الحوامل. يستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) التخدير العام، لذلك ستكون نائمًا أثناء الإجراء ولن تشعر بأي ألم.
وختاماً مرض ثنائي القطب قد يكون تحديًا، لكنه ليس نهاية المطاف. مع التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، يمكن التحكم في الأعراض وعيش حياة متوازنة ومستقرة. إذا كنت أنت أو أحد أحبائك تعاني من هذا المرض، فلا تتردد في طلب المساعدة من المتخصصين؛ لأن الدعم المناسب هو الخطوة الأولى نحو حياة أفضل مليئة بالأمل والإنجاز.
المصادر