يتساءل كثير من الناس ما هو مرض ADHD؟ اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو مرضADHD هو حالة مزمنة تؤثر على ملايين الأطفال حول العالم، وغالبًا ما تستمر حتى مرحلة البلوغ. يُصنَّف هذا الاضطراب ضمن الاضطرابات العصبية التي تؤدي إلى مجموعة من التحديات المستمرة، مثل ضعف التركيز، وفرط النشاط، والسلوك الاندفاعي.
قد يواجه الأطفال الذين يعانون من مرض ADHD صعوبات في الثقة بالنفس، وعلاقات اجتماعية غير مستقرة، إلى جانب التأثير السلبي على الأداء الدراسي. ورغم أن بعض الأعراض قد تقل مع التقدم في العمر، فإن بعض الأشخاص لا يتخلصون منها تمامًا، لكنهم يستطيعون تطوير استراتيجيات فعالة للتكيف معها والنجاح في حياتهم.
وعلى الرغم من أن العلاج لا يُمكنه القضاء على اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط نهائيًا، إلا أنه يساعد بشكل كبير في السيطرة على الأعراض.
أسباب اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
لا يزال السبب الدقيق لحدوث اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط غير معروف بشكل واضح، إلا أن الأبحاث مستمرة للكشف عنه. وتشير الدراسات إلى أن هناك عدة عوامل قد تلعب دورًا في تطور اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، من بينها ما يلي:
- العوامل الجينية
- العوامل البيئة
- المشكلات المرتبطة بالجهاز العصبي المركزي خلال مراحل حاسمة من النمو.
أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال
قد تبدأ أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال بالظهور في سن مبكرة، قد تصل إلى عمر 3 سنوات، وتشمل الأعراض ما يلي:
أعراض نقص الانتباه
من العلامات التي تدل على تشتت الانتباه عند الأطفال:
- ارتكاب الطفل أخطاء متكررة أثناء أداء واجباته المدرسية نتيجة قلة التركيز.
- عدم القدرة على التركيز في التفاصيل الدقيقة.
- عدم الاستجابة عند التحدث إليه مباشرةً، حيث يكون ذهنه منشغلاً بأمور أخرى.
- صعوبة التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة، إذ يتشتت انتباهه بسهولة.
- مواجهة مشكلات في ترتيب الأولويات وإدارة الوقت.
- تجنب المهام التي تحتاج إلى تركيز عالٍ، مثل حل المسائل الرياضية.
- النسيان المستمر للمهام المطلوبة منه.
- فقدان ألعابه وأغراضه الشخصية باستمرار.
- كثرة أحلام اليقظة والانشغال بالخيال.
أعراض فرط النشاط
تشمل أعراض فرط الحركة عند الأطفال ما يلي:
- عدم القدرة على الجلوس بهدوء، حيث يبدو دائم التململ والحركة.
- رفض المشاركة في الأنشطة الهادئة مثل الرسم أو الاستماع للقصص.
- النهوض من مكانه أثناء الحصص الدراسية والجري أو اللعب دون مراعاة القواعد.
- التحدث بشكل مفرط دون تفكير.
- التدخل في شؤون الآخرين بدافع الفضول.
كيف يتم تشخيص مرض adhd؟
لا يوجد اختبار محدد يمكنه تشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (مرض ADHD) بشكل قاطع. إذا كنت تشك في إصابتك به، فمن الأفضل استشارة طبيب نفسي متخصص في تشخيص وعلاج هذا الاضطراب.
حتى نعرف كيفية التعامل مع طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه، لا بد من معرفة التشخيص أولًا.
عند البحث عن التشخيص، قد يقوم الطبيب بإجراءات مختلفة، مثل:
- إجراء فحص بدني لاستبعاد أي مشكلات طبية أخرى قد تسبب أعراضًا مشابهة.
- طلب بعض التحاليل المخبرية، مثل فحص الدم.
- التوصية بإجراء اختبارات نفسية لتقييم حالتك بشكل أدق.
- طرح أسئلة حول تاريخك الصحي وسلوكك العام.
بعد معرفة ما هو مرض ADHD، يتم تشخيصه بناءً على عدة معايير، إلا أن الأطباء يتفقون على أنه لا يمكن أن يظهر فجأة في مرحلة البلوغ. لذلك، عند تقييم حالتك، سيهتم الطبيب بمعرفة إن كانت لديك أي أعراض منذ الطفولة. وقد يشمل ذلك:
- مراجعة تقاريرك المدرسية للبحث عن أي ملاحظات تتعلق بمشاكل التركيز، السلوك، أو التحصيل الدراسي مقارنةً بإمكانياتك.
- التحدث مع والديك لمعرفة ما إذا كنت تعاني من أعراض منذ صغرك.
- الاستفسار عن وجود حالات مشابهة في العائلة، حيث قد يكون للعوامل الوراثية دور في الإصابة بالاضطراب.
إذا كنت تشعر بأعراض تتوافق مع ADHD، فمن المهم استشارة مختص للحصول على التقييم المناسب ووضع خطة علاجية تناسب احتياجاتك.
علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
تم العثور على أن الجمع بين العلاج السلوكي (بالإنجليزية: Behavior Therapy) والعلاج الدوائي هو الأساس في حل مشكلة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) لمعظم الأشخاص المصابين به، خاصة في الحالات المعتدلة إلى الشديدة. وتشمل طرق علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط هذا الاضطراب ما يلي:
العلاج الدوائي
يتم ذلك من خلال اختيار أحد أنواع الأدوية المستخدمة في نقص الانتباه مع فرط النشاط، والتي تشمل:
- الأدوية المنبهة: مثل الميثيل فينيدات (بالإنجليزية: Methylphenidate) والأمفيتامينات (بالإنجليزية: Amphetamines). يجب الحرص على مراقبة الأطفال الذين يتناولون هذه الأدوية بعناية من قبل الآباء والأطباء المعالجين.
- الأدوية غير المنبهة: وتشمل الأتوموكسيتين (بالإنجليزية: Atomoxetine) والجوانفاسين (بالإنجليزية: Guanfacine)، وتُستخدم كبديل للأشخاص الذين لا يستجيبون جيدًا للأدوية المنبهة أو لا يفضلون استخدامها.
العلاج السلوكي
يركز العلاج السلوكي على السيطرة على أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من خلال وضع خطة تعديل سلوك، وتعليم الآباء والمعلمين كيفية التعامل مع طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه.
يُساعد تطبيق برنامج سلوكي لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه الأطفال والبالغين على تعلم كيفية التحكم في تصرفاتهم، مما يساهم في تحسين حياتهم بشكل عام.
العلاج المنزلي
قد تكون بعض العلاجات المنزلية فعالة بمفردها أو جنبًا إلى جنب مع العلاج الدوائي في تخفيف أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. ويساهم اتباع نمط حياة صحي في تحسين الأعراض بشكل ملحوظ. وتشمل الخطوات التالية:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- الحفاظ على النشاط البدني بانتظام.
- الحصول على نوم جيد وكافٍ يوميًا.
- تقليل وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية للحد من التشتت.
- العلاج بالتربية
يمكن للآباء اتباع بعض الخطوات التي تساعد في تحسين أعراض أطفالهم المصابين بـهذا الاضطراب ، مثل:
- التواصل المستمر مع معلمي الطفل لضمان الدعم الأكاديمي والسلوكي.
- تعليم الطفل السلوك الهادئ من خلال القدوة الحسنة.
- تقدير جهود الطفل ومكافأته على السلوكيات الإيجابية.
- الحفاظ على روتين ثابت لمساعدة الطفل على التركيز وتجنب التشتت.
كيفية الوقاية من مرض adhd؟
للمساعدة في تقليل خطر الإصابة من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD):
- خلال فترة الحمل، احرصي على تجنب أي عوامل قد تؤثر سلبًا على نمو الجنين، مثل تناول المشروبات الكحولية، أو تعاطي المخدرات الترفيهية، أو التدخين.
- حافظي على بيئة صحية لطفلكِ من خلال حمايته من التعرض للملوثات والسموم، بما في ذلك التدخين غير المباشر والطلاء المحتوي على الرصاص.
- قَلّلي من وقت تعرض طفلكِ لشاشات التلفاز وألعاب الفيديو، إذ يُنصح بتجنب الإفراط في استخدامها خلال السنوات الخمس الأولى من عمره، حيث يربط بعض الخبراء ذلك بزيادة خطر اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
ما هي مضاعفات مرض adhd ؟
يمكن أن يؤدي اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط إلى صعوبات عديدة في حياة الأطفال، حيث قد يواجهون:
- مشاكل داخل الفصل الدراسي، مما قد يترتب عليه تراجع الأداء الأكاديمي وتعرضهم للأحكام السلبية من قِبَل الآخرين، سواء كانوا أطفالًا أو بالغين.
- زيادة احتمالية التعرض للحوادث والإصابات مقارنةً بأقرانهم الذين لا يعانون من هذا الاضطراب.
- انخفاض مستوى تقدير الذات.
- صعوبة في التفاعل مع الأقران والبالغين، مما قد يؤثر على قدرتهم على الاندماج الاجتماعي.
- ارتفاع خطر الانخراط في سلوكيات غير سليمة، مثل تعاطي الكحول والمخدرات.
وفي الختام، اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) هو حالة تؤثر على التركيز والتحكم في السلوك، مما قد يسبب تحديات في الحياة اليومية سواء للأطفال أو البالغين. ومع ذلك، فإن التشخيص المبكر واتباع خطة علاجية مناسبة يمكن أن يساعد في تحسين الأعراض وإدارة التحديات بشكل فعال. وبعد معرفة ما هو ADHD من خلال ما ذكرنا، يجب استشارة الطبيب للحصول على التقييم الصحيح والإرشادات المناسبة، فالتدخل المبكر والدعم المستمر يمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في جودة حياة المصابين بهذا الاضطراب.
المصادر
