تعد أعراض الانسحاب من التحديات التي قد يواجهها الأشخاص عند التوقف عن تناول الأدوية النفسية أو مضادات الاكتئاب بعد فترة طويلة من الاستخدام. تعتمد مدة استمرار هذه الأعراض على عدة عوامل، منها نوع الدواء وطريقة التوقف، وغيره. وقد يشعر البعض بالقلق من هذه الأعراض التي قد تكون جسدية أو النفسية. إذا يمكن أن تؤثر على حياتهم اليومية بشكل كبير. لذلك، سنوضح كم تستمر أعراض الانسحاب.
كما سنوضح أيضًا توقيت ظهور أعراض الانسحاب وما هي أسبابها وأعراضها، وكيفية التخلص منها.
متى تظهر الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية؟
عادة، ما تظهر أعراض الانسحاب بعد يومين إلى أربعة أيام من التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب.
ولكن توقيت ظهور الأعراض يعتمد على عدة عوامل مثل نوع الدواء ونصف عمره، وفترة استخدامه. في بعض الحالات، قد تستغرق الأعراض أسبوعًا للظهور، خاصة مع الأدوية ذات نصف العمر الطويل.
ما هي أسباب ظهور أعراض الانسحاب؟
تعمل مضادات الاكتئاب على رفع مستويات الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والنور إيبينفرين، التي تعلب دورًا هامًا في تحسين المزاج وتنظيمه.
رغم أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد السبب الدقيق وراء ظهور أعراض الانسحاب عند التوقف عن هذه الأدوية، إلا أنهم يرجحون أن التراجع السريع في مستويات السيروتونين عند التوقف عن تناول مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنور ابينفرين يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية ونفسية.
لذلك، إذا كنت تفكر في إيقاف مضادات الاكتئاب، فمن الضروري أن تتحدث مع طبيبك. الذي يمكنه أن يساعدك على تخفيف الجرعات تدريجيًا، مما يساهم في تقليل حدة الأعراض أو تجنبها تمامًا. وعلى الرغم من أنك قد تشعر ببعض الأعراض، إلا أنها ستكون أقل إزعاجًا إذا تم التوقف بطريقة مدروسة.
ما هي أعراض انسحاب الأدوية النفسية؟
قبل التطرق إلى معرفة كم تستمر أعراض الانسحاب، لابد أولًا من معرفة أعراض الانسحاب المحتملة.
قد تختلف أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب في حدتها ومدتها من شخص للآخر بناءًا على نوع الدواء وفترة استخدامه، وكيفية التوقف عنه بشكل تدريجي أو مفاجئ. وقد تشمل الأعراض ما يلي:
- أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، بما في ذلك التعب والصداع والألم والتعرق.
- أحلام مزعجة أو كوابيس.
- الغثيان (القيء في بعض الأحيان).
- الدوخة وخفة الرأس.
- وخز وتنميل.
- تغيرات مزاجية مثل، القلق والانفعالات، والاكتئاب.
في بعض الأحيان، يمكن أن تتشابه أعراض الانسحاب مع أعراض الانتكاس. ومع ذلك، في حين أن أعراض التوقف تبدأ عادةً في غضون بضعة أيام، فإن علامات الانتكاس تستغرق وقتًا أطول، عادةً من 2 إلى 3 أسابيع؛ للظهور.
إذا كان لديك مخاوف من عودة الاكتئاب، فقد يكون من الأفضل استشارة طبيبك.
ما الفرق بين أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب وأعراض الانتكاس؟
نظرًا، للتشابه بين اعراض انسحاب مضادات الاكتئاب وأعراض الانتكاس. فقد يتسائل البعض ما إذا كانت هذه الأعراض التي يعاني منها بسبب التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب أم بسبب انتكاسة الاكتئاب.
فيما يلي بعض الطرق لمعرفة الفرق بينهما:
- مدى سرعة ظهور الأعراض: غالبًا ما تظهر أعراض الانسحاب خلال أيام أو أسابيع، لكن أعراض الانتكاس تستغرق وقتًا أطول للتطور بشكل عام. كما أن أعراض الاكتئاب عادةً تظهر بشكل تدريجي أكثر.
- ظهور بعض الأعراض الجسدية: الشعور وكأنك مصاب بالأنفلونزا والشعور بالدوخة، والاضطرابات الحسية لا ترتبط عادةً بالاكتئاب. لذلك، إذا كانت لديك هذه الأعراض، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب الانسحاب من مضادات الاكتئاب.
- هل تتحسن الأعراض أم تسوء مع مرور الوقت: عندما يتكيف الجسم مع عدم تناول مضادات الاكتئاب أو تناولها بجرعات أقل، تتحسن أعراض الانسحاب بشكل عام. أما إذا تكرر الاكتئاب، فقد تتفاقم الأعراض بدلاً من أن تتحسن.
كم تستمر أعراض الانسحاب؟
عادة، ما تستمر أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب لمدة أسبوع إلى أسبوعين. وفي بعض الأحيان، قد تستمر بضعة أشهر.
عمومًا، هناك العديد من العوامل التي تؤثر على مدة أعراض انسحاب أدوية الاكتئاب، بما في ذلك:
- نوع الدواء: الأدوية ذان نصف العمر القصير، مثل باروكستين وفينلافكسين، قد تسبب أعراض انسحاب أكثر حدة مقارنة بالأدوية ذات نصف العمر الطويل مثل، فلوكستين.
- مدة الاستخدام: استخدام الدواء لفترات طويلة، قد يزيد من مدة استمرار الأعراض.
- طريقة التوقف: حيث أن التوقف التدريجي عن الادوية تحت إشراف طبي يقلل من مدة وشدة أعراض الانسحاب، بينما التوقف المفاجئ قد يزيد من حدتها ويطيل مدتها.
كيف أتخلص من الأعراض الانسحابية؟
عادة، تظهر أعراض الانسحاب في غضون أيام قليلة من التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب. وقد يساعد معرفة أعراض الانسحاب المتوقعة في الاستعداد.
يجب اختيار الوقت المناسب؛ للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب. ففي بعض الحالات، قد تتطلب الأعراض الشديدة أخذ إجازة من العمل.
وقد تشمل طرق تخفيف الأعراض ما يلي:
أعراض تشبه أعراض الانفلونزا
قد يوصي الطبيب بعلاج هذه الأعراض عن طريق:
- شرب الكثير من السوائل
- الحصول على الراحة
- البقاء دافئًا
- تناول مسكنات الألم؛ لتخفيف أي إزعاج.
التعب ومشاكل النوم
قد تسبب أعراض التعب والنوم المتقطع في جعل الأنشطة اليومية أكثر صعوبة. ولكن التخطيط للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب يمكن أن يقلل من التوتر.
نصائح للوقاية من أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب
قد يساعد اتباع بعض النصائح في تخفيف أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب، بما في ذلك ما يلي:
- استشارة طبيبك؛ لوضع خطة للتخلص من مضادات الاكتئاب بأمان. حيث تحتاج إلى تقليل الجرعة بمرور الوقت. وقد تستمر على الجرعة المنخفضة لمدة 2-6 أسابيع.
- إبلاغ الطبيب بأي أعراض غير مريحة تظهر أثناء التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب. حيث يمكن للطبيب تقديم توصيات أخرى؛ للتخفيف من الأعراض.
- ممارسة التمارين الرياضة؛ لأن الرياضة تعزز من إفراز الهرمونات المسئولة عن تحسين المزاج مثل، الاندروفين. مما قد يساعد في تقليل الأعراض الانسحابية.
- الالتزام بنظام غذائي متوازن، حيث تلعب التغذية السليمة دورًا كبيرًَا في دعم الجسم والدماغ أثناء التوقف عن الأدوية.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل، التأمل واليوجا؛ للمساعدة على تخفيف التوتر والقلق.
أفضل دكتور لعلاج أعراض انسحاب الأدوية النفسية
يعد الدكتور عبد الأعلى الفقي أفضل دكتور لعلاج أعراض الانسحاب. فهو صاحب مركز ساي كير كلينك PsyCare Clinics، المركز الرائد في مجال الصحة النفسية في مصر والوطن العربي. الذي يقدم خدمات تشخيص وعلاج الأمراض والاضطرابات النفسية والاجتماعية والسلوكية لكافة المراحل العمرية.
ويعد مركز ساي كير كلينك أفضل مركز لعلاج أعراض انسحاب الأدوية النفسية بفضل العديد من المميزات، ومنها ما يلي:
- فريقه المتخصص الذي يجمع بين الخبرة العميقة والكفاءة العالية في مجال تعديل سلوك المراهقين.
- يقدم المركز برامج علاجية متكاملة تستند إلى أحدث الأساليب العلمية. فهو يقدم حلولًا مخصصة تلبي احتياجات كل مريض، مما يساعد في تحقيق معدلات عالية من التعافي والاستقرار النفسي.
- يتميز المركز بيئة داعمة وآمنة، حيث يمنح المراهقون فرصة للتعبير عن أنفسهم في و من الثقة والاحترام.
وختامًا، يتضح لنا أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على معرفة كم تستمر أعراض الانسحاب. لذلك، قد تختلف المدة من شخص للآخر. ومع ذلك، فإنه من المهم التعامل مع هذه الأعراض بحذر وعدم التسرع في التوقف المفاجئ عن الأدوية النفسية دون استشارة الطبيب. حيث أن اتباع ارشادات الطبيب والتخفيف التدريجي للجرعات، يمكن أن يساعد في تقليل حدة الأعراض وتسريع التعافي.
المصادر
