تتأثر نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب بعدة عوامل، منها مدى تطور الحالة، ودرجة التزام المريض بالعلاج والتعليمات الطبية، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي من المحيطين به. ويُعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في الإصابة، حيث تزداد احتمالية حدوثه لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض، خصوصًا بين الأقارب من الدرجة الأولى.
مرض ثنائي القطب، المعروف أيضًا باسم بايبولار أو الاضطراب الوجداني هو اضطراب نفسي وعصبي يتميز بتقلبات مزاجية حادة. يعاني المصاب من نوبات مزاجية تتراوح بين الهوس، حيث يشعر بفرط النشاط والسعادة، إلى الاكتئاب الحاد والانطواء، مما يجعله ينتقل من حالة الضحك والطاقة المرتفعة إلى البكاء والاكتئاب دون أسباب واضحة، ولهذا سُمِّي اضطراب ثنائي القطب.
سنتحدث في هذا المقال عن نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب، وهل يشفى مريض ثنائي القطب نهائيًا، إذ يُعد هذا السؤال من أكثر التساؤلات التي تشغل بال المرضى وعائلاتهم.
ما هي نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب؟
أظهرت الدراسات التي تم إجراؤها على بعض مرضى اضطراب ثنائي القطب إمكانية تحقيق معدلات شفاء مرتفعة تتراوح بين 70-85٪. وعلى الرغم من الوصول إلى الشفاء والتمكن من العودة لممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي، إلا أن بعض الأعراض لا تختفي تمامًا، حيث تظل بعض العلامات موجودة، ولكن الأعراض الأكثر خطورة، مثل الرغبة في الانتحار تختفي تمامًا
أنواع اضطراب ثنائي القطب
يُعرف الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بأنه حالة نفسية مزمنة تتسم بتقلبات حادة في المزاج والطاقة، وتختلف أعراضه وفقًا لنوعه. لكن هل يشفى مريض الاضطراب الوجداني تمامًا؟ وما هي نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب؟ للإجابة على هذه الأسئلة، من الضروري فهم أنواع هذا الاضطراب وتأثيرها على حياة المريض.
- النوع الأول من اضطراب وجداني ثنائي القطب
في هذا النوع، يعاني المريض من نوبات هوس شديدة تستمر لمدة لا تقل عن 7 أيام، أو تكون الأعراض قوية لدرجة تتطلب دخول المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، قد يمر المريض بفترات اكتئاب حادة تدوم أسبوعين على الأقل، وقد تحدث نوبات مختلطة تجمع بين الأعراض الهوسية والاكتئابية معًا. هذا النوع يُعد من أكثر أشكال الاضطراب الوجداني حدة، مما يجعل السيطرة عليه تتطلب متابعة طبية مستمرة وعلاجًا طويل الأمد.
- النوع الثاني من اضطراب وجداني ثنائي القطب
يتميز هذا النوع بنوبات متناوبة من الاكتئاب والهوس الخفيف، لكنه لا يصل إلى النوبات الهوسية الكاملة التي تميز النوع الأول. وعلى الرغم من أن الأعراض قد تبدو أقل حدة، إلا أن تأثيرها على حياة المريض يمكن أن يكون كبيرًا، حيث قد تؤثر على قدرته في العمل والعلاقات الاجتماعية.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
على الرغم من أن السبب الدقيق للإصابة باضطراب ثنائي القطب أو الاضطراب الوجداني لا يزال غير معروف، إلا أنه قد يُعزى إلى عدة عوامل، من بينها:
- الاختلافات البيولوجية: تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بـ الاضطراب ثنائي القطب يعانون من تغيرات عضوية في الدماغ. وعلى الرغم من أن أهمية هذه التغيرات لم تُحدد بعد بشكل قاطع، إلا أن الأبحاث المستمرة قد تساعد في فهم أسبابها وتأثيرها على المرض، مما قد يسهم في تحديد مدة علاج مرض ثنائي القطب ومدى استجابة المرضى للعلاج.
- العوامل الوراثية: يُعد الاضطراب الوجداني أكثر انتشارًا بين الأفراد الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بنفس الحالة، مثل الأشقاء أو الوالدين. ولذلك، يعمل الباحثون على تحديد الجينات التي قد تكون مسؤولة عن الإصابة بهذا الاضطراب، مما يطرح تساؤلات عديدة حول هل يشفى مريض الاضطراب الوجداني بشكل كامل أم أن العلاج يهدف إلى السيطرة على الأعراض وإدارتها على المدى الطويل.
ما هي أعراض ثنائي القطب؟
اضطراب ثنائي القطب يتسبب في تقلبات مزاجية بين فترات من الاكتئاب وفترات من الهوس. وتشمل الأعراض لدى النساء والرجال ما يلي :
- الهوس: زيادة النشاط والطاقة، قلة الحاجة للنوم، التحدث بسرعة، التصرفات المتهورة، والشعور بالثقة المفرطة.
- الاكتئاب: الحزن العميق، التعب، صعوبة التركيز، تغيرات في الشهية والنوم، والشعور بالذنب أو انعدام القيمة
- التقلبات المزاجية: فترات من السعادة الشديدة تليها فترات من الحزن الشديد
كيف يتم تشخيص ثنائي القطب ؟
يتم تشخيص اضطراب وجداني ثنائي القطب عادةً خلال مرحلة المراهقة أو في بداية سن الشباب، ولكن قد تظهر أعراضه في مرحلة الطفولة أيضًا. كما قد تلاحظ بعض النساء علامات الشفاء من ثنائي القطب أو ظهور الأعراض لأول مرة خلال فترة الحمل أو بعد الولادة. عادةً ما يتم تشخيص مرض ثنائي القطب من النوع الأول إذا مر المريض بنوبة هوس واحدة على الأقل، سواء كانت مصحوبة بنوبات اكتئابية أم لا. أما مدة علاج مرض ثنائي القطب فتختلف من شخص لآخر، ويعتمد ذلك على استجابة المريض للعلاج والمتابعة الدورية. كما أن نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب تتأثر بدقة التشخيص المبكر، إذ إن التعرف على الحالة في مراحلها الأولى يساعد في تحسين استجابة المريض للعلاج والحدّ من تكرار النوبات. في المقابل، يتم تشخيص الاضطراب الوجداني من النوع الثاني إذا مرّ المريض بنوبتي اكتئاب شديد على الأقل، مع نوبة هوس خفيف واحدة على الأقل، مما يؤثر أيضًا على فرص التحكم في الأعراض وتحسين جودة الحياة.
كيف يُعالَج الاضطراب ثنائي القطب؟
يمكن أن يساعد علاج اضطراب ثنائي القطب العديد من الأشخاص، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من أشد أشكال المرض. عادةً ما تتضمن خطة العلاج الفعالة مزيجًا من العلاجات التالية:
- العلاج النفسي (العلاج بالكلام).
- الأدوية.
- استراتيجيات الإدارة الذاتية، مثل التعلم عن الحالة والتعرف على الأعراض المبكرة للنوبة أو المحفزات المحتملة لها.
- عادات نمط الحياة الصحية، مثل ممارسة الرياضة، واليوغا، والتأمل. يمكن أن تدعم هذه العادات العلاج، لكنها لا تحل محله.
- علاجات أخرى، مثل العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) في الحالات التي لا تستجيب جيدًا للأدوية أو عندما يكون من الضروري السيطرة السريعة على الأعراض لمنع حدوث ضرر.
الاضطراب ثنائي القطب هو حالة تستمر مدى الحياة، لذا فإن العلاج التزام دائم. لهذا السبب، يتساءل البعض عن نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب وما إذا كان يمكن علاج ثنائي القطب نهائيًا. في الحقيقة، لا يوجد علاج نهائي، لكن يمكن السيطرة على الأعراض من خلال خطة علاجية مناسبة.
من أهم علامات الشفاء من ثنائي القطب تحسن استقرار الحالة المزاجية، وتقليل التقلبات الحادة، وزيادة القدرة على إدارة الحياة اليومية بكفاءة.
مضاعفات ثنائي القطب
إذا تُرك هذا الإضطراب دون علاج، فقد يؤدي إلى مشكلات خطيرة تؤثر في نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب بالإضافة إلى مشكلات في مجالات الحياة، تشمل:
- تعاطي المخدرات وإدمان الكحول.
- التفكير في الانتحار أو محاولة الإقدام عليه.
- التعرض لمشكلات قانونية أو أزمات مالية.
- صعوبة في التعامل والتكيف مع الآخرين.
- تدنٍ في مستوى الأداء الأكاديمي أو الوظيفي.
من هو أفضل دكتور لعلاج اضطراب ثنائي القطب في مصر؟
يُعَدُّ الدكتور عبد الأعلى الفقي أفضل دكتور لعلاج اضطراب ثنائي القطب من أبرز الاستشاريين في الطب النفسي في مصر، بخبرة تتجاوز 15 عامًا، وحاصل على ماجستير في المخ والأعصاب والطب النفسي من جامعة عين شمس. شغل مناصب في مستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية والمركز الطبي العالمي بالقاهرة، كما عمل مستشارًا في المملكة العربية السعودية.
يقدم خدماته عبر مركز “PsyCare Clinics”، المتخصص في تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطراب ثنائي القطب، مع برامج علاجية متقدمة. كما يوفر استشارات طبية عبر الإنترنت للمرضى في الوطن العربي.
يقدم خدماته عبر مركز “PsyCare Clinics”، المتخصص في تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية، محققاً نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب المطلوبة، مع برامج علاجية متقدمة. كما يوفر استشارات طبية عبر الإنترنت للمرضى في الوطن
في الختام، بعد الحديث عن علاج اضطراب ثنائي القطب ونسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب، لابد من التأكيد على أهمية فهم المرض والتشخيص المبكر. إذ يلعب الوعي والمعرفة بهذا الاضطراب دورًا كبيرًا في تحسين نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب وتحسين حياة المصابين به، حيث يساعد التدخل العلاجي السريع على التحكم في الأعراض وتقليل نوبات الانتكاس. لذا، فإن نشر الوعي حول اضطراب ثنائي القطب يعد خطوة أساسية في دعم المصابين وتعزيز فهم المجتمع لهذا الاضطراب النفسي.
المصادر