علاج انفصام الشخصية بدون أدوية هل هو ممكن؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب معرفة بعض المعلومات أولاً؛ العلاج الدوائي غالبًا ما يكون حجر الزاوية في العلاج، إلا أن الأساليب غير الدوائية تكمّل العلاجات التقليدية، مما يُساعد في إدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة بشكل عام. وتكون هذه الأساليب أكثر فعالية عند دمجها في خطة علاج شاملة.
تشمل الأساليب غير الدوائية العلاج السلوكي المعرفي، والتثقيف النفسي، والعلاج الأسري، وممارسات اليقظة، وتدريب المهارات الاجتماعية، وتعديلات نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي والنشاط البدني المنتظم.
علاج انفصام الشخصية بدون أدوية
يتم اتباع بعض الأساليب في علاج انفصام الشخصية بدون أدوية، والتي بدورها تساهم في تقليل الأعراض وتحسين الحالة النفسية والاجتماعية للمريض؛ ومن هذه الأساليب:
العلاج السلوكي المعرفي
يُعد العلاج السلوكي المعرفي أسلوبًا فعالاً في علاج الفصام، حيث يوفر أدوات لمعالجة الأعراض وتحسين الأداء الوظيفي بشكل عام مما يُساعد العلاج الأفراد على:
- تحديد أنماط التفكير والسلوكيات السلبية وتغييرها
- التعامل بفعالية مع الأعراض، مثل الهلوسة والأوهام
- تطوير استراتيجيات تأقلم فعّالة لمواجهة التحديات اليومية
تشير الأبحاث إلى أن العلاج السلوكي المعرفي يخفف الأعراض الإيجابية، مثل الهلوسة، ويعزز في الوقت نفسه المهارات الاجتماعية والتنظيم العاطفي، كما يمكّن المرضى من خلال تحسين قدرتهم على التعامل مع التوتر وتعزيز ثقتهم بأنفسهم في إدارة مواقفهم اليومية.
أثبت العلاج السلوكي المعرفي، عند استخدامه مع الأدوية أو استخدامه بشكل مُنفرد، أنه يُحسّن جودة الحياة ونتائج التعافي على المدى الطويل مما يدل على فعالية علاج انفصام الشخصية بدون أدوية وأهميته.
علاج انفصام الشخصية بالتثقيف النفسي
يزود التثقيف النفسي المرضى وعائلاتهم بالمعرفة حول مرض الفصام، مما يعزز فهمهم له ويخفف من الشعور بالخجل المرتبط به، وأيضاً له مميزات أخرى منها:
- يساعد المرضى على الالتزام بخطط العلاج
- غالبًا ما يُدمج في جلسات العلاج الأسري لتقديم الدعم لكلٍ من المرضى والأطباء
- يعزز هذا التدخل نهجًا تعاونيًا، مما يُمكّن المرضى وعائلاتهم من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن العلاج
العلاج المجتمعي الإيجابي ومرض الفصام الشخصي
- يُعدّ العلاج المجتمعي الإيجابي أسلوباً مجتمعيًا مُركّزًا على الفرد، مُوجّهًا للأفراد الذين يعانون من أمراض نفسية حادة ومنها مرض الفصام الشخصي
- يُركّز على تقديم دعم شامل في بيئات واقعية
- يُحسّن إدارة الأعراض ويُعزّز الأداء الاجتماعي
من خلال تقديم الرعاية داخل المجتمع، يضمن العلاج المجتمعي الإيجابي دعمًا مستمرًا وسهل المنال يُلبّي احتياجات الأفراد وهذا من طرق علاج انفصام الشخصية بدون أدوية الفعالة.
النظام الغذائي ودوره في علاج الفصام
تبين أن هناك مجموعة متنوعة من الأطعمة قد تُخفف أعراض العديد من حالات الصحة النفسية، بما في ذلك الفصام، وعلى وجه الخصوص وُجِد أن اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات فعال للغاية وقيّم في تخفيف أعراض الفصام.
يركز هذا النوع من النظام الغذائي على إضافة كميات وفيرة من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة مع تقليل استهلاك منتجات الألبان واللحوم الحمراء والدهون الحيوانية.
وجدت دراسة أجراها باحثون في قسم الغذاء والتغذية بجامعة سيول النسائية في كوريا عام ٢٠٢٠ أن العوامل المضادة للالتهابات لديها القدرة على المساعدة في تحسين شدة أعراض الفصام، مع العمل أيضًا على تقليل بعض المخاطر التي تُسبب ظهور النوبات.
التمارين الرياضية والمداومة عليها
تُعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أداة فعّالة لتخفيف أعراض الفصام وتحسين الصحة النفسية، وقد أكّدت الدراسات أن التدخلات الرياضية يُمكن أن تخفّف من حدة الأعراض بشكلٍ ملحوظ وتُعزّز الشعور بالراحة.
تصنف الكلية الملكية الأسترالية للأطباء العامين النشاط البدني كتدخل أساسي في نمط الحياة يُؤثّر إيجابًا على الصحة النفسية، وتُوصي بإتاحة أنشطة مثل:
- المشي
- السباحة
- اليوجا للموظفين
وذلك لكونها خياراتٍ سهلة المنال وفعّالة من طرق علاج انفصام الشخصية بدون أدوية وتدعم الصحة البدنية والنفسية.
طرق التعامل مع التوتر
تعد إدارة التوتر عنصرًا أساسيًا في السيطرة على أعراض الفصام، وتُعدّ تقنيات مثل التأمل الذهني، وتمارين التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي، فعّالة للغاية في تقليل مستويات التوتر.
تُشير الأبحاث إلى أن دمج هذه الممارسات في الروتين اليومي يحسن التنظيم العاطفي ويقلل من حدة الأعراض، ومن خلال إدارة التوتر بفعالية، يمكن للأفراد تهيئة بيئة أكثر استقرارًا ودعمًا تدعم التعافي والصحة العامة.
علاج مرض الفصام نهائيًا
الفصام ليس قابلاً للشفاء، ولكنه غالبًا ما يكون قابلاً للعلاج، في نسبة ضئيلة من الحالات يمكن للأشخاص التعافي منه تمامًا.
لكن هذا ليس علاجًا شافياً، ولا توجد نهاية مرض الفصام. إذ لا يمكن معرفة احتمالية حدوث انتكاسة من عدمها.
لكن هذا لا يعني أن أساليب علاج انفصام الشخصية بدون أدوية لا تُجدي نفعًا، فكما هو الحال مع العديد من الحالات، يُمكن أن يتأثر الفصام بعوامل عديدة، بما في ذلك البيئة، والضغوط، والروتين الصحي.
مدة علاج مرض الفصام
يتعافى حوالي 33% من المصابين باضطراب الفصام خلال ستة أشهر، وإذا استمرت الأعراض لأكثر من ستة أشهر، فمن المرجح أن تكون مصابًا بالفصام أو الاضطراب الفصامي العاطفي، وهما حالتان تستمران مدى الحياة؛ في هذه الحالة ستحتاج إلى مواصلة العلاج لإدارة الأعراض بفعالية.
تعرف أيضاً على: أعراض انتكاسة الفصام وكيفية تجنبها
دور مركز ساي كير كلينيك في التثقيف الاجتماعي والتعامل مع انفصام الشخصية
يعزز مركز ساي كير كلينيك تحت إشراف الدكتور عبد الأعلى الفقي أهمية الدور الاجتماعي في علاج المرضى النفسيين فهو يقدم برامج تثقيفية لأهل المرضى، وله دور في علاج انفصام الشخصية بدون أدوية يهدف إلى تعزيز فهم المجتمع لطبيعة الأمراض النفسية وكيفية التعامل معها بفعالية.
واختيارك لـ ساي كير كلينك يعني الحصول على رعاية نفسية متكاملة، تضمن لك الدعم المهني والشخصي لتحقيق حياة نفسية مستقرة وصحية.
للحجز يمكنك التواصل على رقم 01207799988
الخلاصة
يعد علاج انفصام الشخصية بدون أدوية من الجوانب الهامة التي يتم أخذها في الاعتبار عند التعامل مع مرضى الفصام، وتوجد عدة طرق تساعد على تخفيف الأعراض، وتحسين الحالة النفسية والاجتماعية والسلوكية للمريض.
تضم الطرق غير الدوائية العلاج السلوكي المعرفي، والتثقيف النفسي، والعلاج الأسري، وممارسات اليقظة، وتدريب المهارات الاجتماعية، وتعديلات نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي والنشاط البدني المنتظم.
المصادر
schizophrenia natural treatment
8 Natural & Complementary Treatments for Schizophrenia — Talkspace
Cognitive behavioural therapy without medication for schizophrenia – PMC
A Mission For Michael Treating Schizophrenia Without Medication: Is It Possible?
